قصصٌ وكتب

هي وأنتِ!

هي وأنتِ!

أتسألينَ عن علاقتي بها؟ 
إليكِ ما أنا عليه دونكِ. 
أنا رجلٌ مِنْ لحظةِ فراقنا باتتْ رجولتي متهالكة.
قلبي تحطّمَ ولم تقوَ أنثى على ترميمِ أجزائهِ.
مشاعري تجمّدت، في ثلّاجةِ أيّامِكِ الخالدة .
ذاكرتي لا تحتفظُ إلّا بصوتِ أنفاسِكِ وتنهُّداتِكِ.
نظري يرى كلَّ النّساءِ أنتِ وكلَّ الجمالِ عينيكِ.
سمعي ما زالَ مُرهفًا لرنينِ ضحكاتِكِ الرّزينةِ.
إحساسي دُفِنَ بيدِيكِ بعدَ أنْ سُلِخْتِ عن وجهي.
 
إنّها معي وأنا لسْتُ معها.
ليسَ هناكَ ما تستطيعُ أنْ تملكَِهُ. قلبي ما زالَ مُلْكَكِ. عقلي ما زالَ سجينَكِ. عواطفي تحتضرُ أمامَ شريطِ ذكرياتِنا ؛ لم تتركي لي حتّى الغمراتِ، فشلَتْ يدايَ وأنا أعانقُ سرابَكِ.
أنا معها فقط لحظةَ أتخيّلُها أنتِ.

أيُّ رَجُلٍ أنا ؟ما لي لا أستطيعُ أنْ أتخطّى رحيلَ أنثى؟
ما لي أترُكُ الكونَ وضجيجَهُ لأنزويَ في غرفتي، لأُصغيَ لصوتِكِ الّذي ينبعُ مِنْ جدرانِها لمّا أحبَبْتِني بجنونٍ، لمّا كُنْتِ الكُلِّ والعدمَ
لمّا اخترتِني أنا ؟
رُغمَ كلِّ مأساتي ومُعاناتي لرحيلِكِ ولكنّني أرى أنّني محظوظٌ
محظوظٌ لأنّكِ نادَيْتِني حبيبي وعمري وروحي.
محظوظٌ لأنّي غفوْتُ مرّةً على ركبتيكِ. 
محظوظٌ لأنّي لَمَسْتُ شعرَكِ الدّاكنَ وَبَعْثَرْتُهُ.
محظوظٌ لأنّي قبّلْتُكِ وَلَمَسْتُكِ وَتَنَشّقْتُكِ.
محظوظٌ لأنّني تأمّلْتُ غفوةَ عينيكِ.
محظوظٌ لأنّني كنْتُ و مازلْتُ مُلْكَكِ.
محظوظٌ لأنّكِ كُنْتِ طفلتي وَحُبَّ حياتي.

...

.

  0
  1
 0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب
المنفذ الأخير

المنفذ الأخير

المنفذ الأخير

عقلي يشبه مدينة محترقة، تتصاعد منها ألسنة الدخان، ولا شيء فيها سوى الركام. لا طريق للنجاة، لا مخرج واضح. مجرد أصوات متداخلة، أفكار تتصارع كوحوش هائمة، وأنا في المنتصف، أبحث عن منفذ للهروب.في البداية، كنت أظن أن هذه مجرد أزمة، عاصفة عابرة، لكن مع الوقت أدركت أنها شيء آخر... شيء أقدم مني، أعمق من مجرد صراع عقلي. لم أعد أميز إن كنت أحارب نفسي أم شيئًا آخر، شيئًا يتغذى على ضعفي، يراقبني من مكان ما، يهمس لي بصوت لا يسمعه سواي.ثم ظهر الباب.لم يكن هناك قبل لحظات. مجرد جدار صلب، والآن... باب خشبي قديم، ينبعث منه ضوء خافت، كأنه نداء خفي. لم أفكر. لم أسمح لنفسي بالتراجع. تقدمت، وضعت يدي على المقبض، شعرت ببرودة قاسية تسري في عروقي.فتحت الباب.وجدت نفسي.لكن ليس كما أنا الآن... بل كما سأكون بعد دقائق.الغرفة نفسها، الهواء نفسه الثقيل، الجدران نفسها التي حفظت أنفاسي المرتجفة. لكن في المنتصف، كان هناك كرسي خشبي بسيط، يتأرجح بخفة، فوقه حبل معقود يتدلى من السقف، كأنه كان ينتظرني منذ زمن.على الأرض، رأيتني. جالسًا هناك، ظهري منحني، عيناي فارغتان. لم أكن ميتًا... لكنني لم أكن حيًا أيضًا."أنت تعرف ما عليك فعله."الصوت عاد، هذه المرة أقرب، أشد حدة. لم ألتفت. لم يكن هناك داعٍ.كل شيء بدا واضحًا الآن. المنفذ الوحيد، الطريق الوحيد للخلاص، لم يكن سوى هذا. لا مزيد من الأفكار التي تنهشني، لا مزيد من الأبواب المغلقة. مجرد خطوة واحدة... خطوة أخيرة، وينتهي كل شيء.اقتربت من الكرسي. وضعت يدي عليه. شعرت بخشب بارد، كأنه ينتظرني بصبر.في تلك اللحظة، نظرت إلى الباب خلفي. كان لا يزال مفتوحًا، لكن لم يعد هناك شيء خلفه. لا غرفة، لا زمن، لا ماضٍ ولا مستقبل. فقط الفراغ.رفعت رأسي، نظرت إلى الحبل... ثم أغمضت عيني.هذا هو المنفذ الوحيد، أليس كذلك؟

.

  1
  0
 0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب
مواضيع قد تهمك
تجارب شخصيّة
ثقافةٌ صحيَّة
فلسفة
شعرٌ ونثر
قضايا الطفولة
قصصٌ وروايات
تطوير الذات
كتبٌ وكتّاب
Crypto بالعربي
معارضٌ ولوحات
مجتمع وقضايا
نقدٌ وتاريخٌ فنّي